قصة سريعة — بائعة اللاشيء

قصة سريعة – بائعة اللاشيء
قصة سريعة – بائعة اللاشيء
كانت تقف كل يوم في المكان نفسه، هناك حيث المطب الذي يجبر كل السيارات على التهدئة، كان يراها وهو يقود سيارته ذاهبًا إلى عمله أو عائدًا منه، تستغل الفرامل الإجبارية والتهدئة الاضطرارية لتلتقط من يد أحد السائقين خمسة جنيهات، وتارةً تعطيه مقابلها علبة مناديل وتارةً دعاء وغالباً لا شيء.
مر يومًا بها فوجد المطب قد أزيل وأعيد رصف الطريق، رآها ما زالت واقفة هناك حيث أطلال المطب، تمد يدها للسيارات التي تمرق من جوارها بسرعة عالية، لا أحد يعطيها شيئًا. مالهم لا يمدون أياديهم لي بالمال كما كانوا يفعلون؟ لمح هذا التساؤل يومًا في نظراتها الحائرة للسيارات المارة بها.
صدق حدسه إذ وجدها في اليوم التالي قد اتخذت قرارًا ووضعته موضع التنفيذ حتى تعود إلى سابق عهدها، حين كانت تبيع أي شيء كل يوم، بل وتبيع اللاشيء بسهولة. وكان القرار هو أن تغير السلعة التي تبيعها لتتحول من بيع المناديل إلى الفاكهة.
ولم يشترِ منها أحد شيئًا.
رآها ذات يوم مبتئسة متعجبة تضرب كفًا بكف. ودّ لو أنصتت له فأخبرها بأن المطب كان هو مصدر رزقها الحقيقي، وأن في بعض العوائق فائدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top