قصة سريعة — لا أراه
يحتدم الحوار بينهما؛ يقول أحدهما وهو يشيح بيده الحديدية اللامعة للأعلى في استنكار:
«أما زلت تؤمن أن هناك ما يسمى بالإنسان في هذا الكون؟ أما زلت على اعتقادك بأنه هو الذي صنعنا؟ يا صديقي لا وجود لهذا الإنسان إلا في خيالك».
اعترض الآخر بكل الشدة.
«بل الإنسان موجود وهو الذي صنعنا بالفعل، وصنع لنا هذه الأجسام الحديدية، وقام ببرمجتنا بأنظمة الذكاء المختلفة، وهيّأ لنا هذا المكان لنعمل فيه».
أشار إلى نفسه وهو يضيف:
«آثاره فينا تدل على وجوده».
«أعتقد أن إيمانك هذا أعمى بلا دليل؛ وإلا فأين هو الإنسان مالي لا أراه؟»
كان الإنسان يستمع إليهما ويضحك من حوارهما.