فِي طَرِيقِ الوَهْمِ أَجْرِي
وَالطَّرِيقُ بِلا مَعَالِمْ
ومَطَبَّاتُ الهَوَى تَهْوِي
في ظَلامٍ بِالمَظَالِمْ
وَكُلُّ صَوْتٍ فِي صَدَاهُ قَدِ اصْطَدَمْ!
إِلَى أَيْنَ أَمْضِي؟
وَكَيْفَ أَعْرِفُ أَنِّي
فِي الوُجُودِ
لا فِي العَدَمْ؟
تَتَوَسَّعُ بِاطّرَاد
وَكُلَّمَا ابْيَضَّ شَعْرُ اللَّيَالِي
حَالِكَةِ السَّوَاد
تَلَاشَيْتُ أَنَا
وَاسْتَطَالَ النَّدَمْ!
فَأَيْنَ الطَّرِيقْ؟
إِذَا كَانَ كُلُّ اتِّجَاهٍ يُؤَدِّي
إِلَى لَا اتِّجَاهْ
وَكُلُّ الأَفْكَار لَيْسَتْ تَجُودُ
بِطَوْقِ النَّجَاهْ
وَالقَلْبُ تَاهْ
وَكُلُّ صِرَاعٍ مَا بَيْنَ بَيْنِي وَبَيْنِي احْتَدَمْ!
طَرِيقٌ
إِلَى لَا طَرِيقْ
خِدَاعُ البَرِيقْ
وَزَيْفٌ عَمِيقْ
تَنَامِي الهُمُومِ
بِخِذْلَانِهَا
وَصَيْدُ الأُسُودِ لِغِزْلَانِهَا
وَثِقَةُ الضَّحِيَّةِ بِالمُعْتَدِي
وَسَحْقُ الثُّقوبِ لِجُرْذَانِهَا
وَتِلْكَ الضِّيَاعُ الَّتِي ضُيِّعَتْ
وَتِلْكَ الضِّبَاعُ بِأَحْزَانِهَا
يَسُومُونَهَا سُوءَ كُلِّ الصِّفَاتِ
كَأَنَّ الضِّبَاعَ بِلا إِحْسَاسْ
كَمِثْلِ النَّاسْ!
طَرِيقٌ دَائِرِيٌّ
يَمُرُّ فَوْقَ لَا مَكَانْ
وَلَا زَمَانْ
بِالبَحْثِ وَالتَّحَرِّي
تَبَيَّنَ أَنَّهُ:
إِنْسَانْ
يعيش الآْنَ
وَأَنَّهُ الآْنَ فِي طَيِّ النِّسْيَانْ
وَلَا فَائِدَةْ!
ما دام يَحْبُو
عَلَى وَهْمِ أَحْلَامٍ بَائِدَةْ
وَلَا ضَيْرْ!
فَمَا عَادَ غَيْر
وَمَا غَيْرُ عَادْ
فَكُلُّ قَدِيمٍ
جَدِيدٌ يُعَادْ
وَكُلُّ اقْتِرَابٍ
يَلِيهِ ابْتِعَادْ
وَكُلٌّ كَكُلْ
وَلَسْنَا نَكِلْ
نَعِيشُ المَتَاهَةَ
مِثْلَ الأُوَلْ
وَنَنْسَى بِأَنَّ الحَيَاةَ دُوَلْ
وَلَيْسَتْ كُلُّ الدُّوَلِ حَيَاة
فَبَعْضُ الدُّوَلْ
تَبِيعُ المَوْتَ بِكُلِّ أَنَاقَةْ
وَبَعْضُ الدُّوَلْ
تَبِيعُ الوَهْمَ بِكُلِّ لَبَاقَةْ
وَبَعْضُ الدُّوَلْ
تُبَاعُ بِوَهْمِ وَكَالَةِ طَاقَةْ
وَبَعْضُ الدُّوَلْ
دِمَاءٌ مُرَاقَةْ!
تُؤَسِّسُ فِيهَا القُرُودُ دَوْلَتَهَا
عَلَى أَنْقَاضِ شَعْبْ
يَا وَيْلَ العَالَمِ مِنْ قِرْدٍ
يَحْكُمُهُ
وَيُشِيعُ الرُّعْبْ
فَالقِرْدُ لَعُوبٌ وَمُلَاعِبْ
مُمْتَازٌ فِي صُنْعِ
مَشَاكِلَ وَمَتَاعِبْ
القِرْدُ أَنَانِيُّ النَّزْعَةِ
شِرِّيرٌ سَاخِرْ
أَوَّلُهُ الضَّحِكُ بِلا مَعْنَى
آخِرُهُ
لَا
لَيْسَ لَهُ آخِرْ!
يُلْهِيكَ فَتَنْسَى مَنْ أَنْتَ
وَتُفِيقُ عَلَى سُوسٍ نَاخِرْ
تَتَلَوَّى
مَهْمَا تَتَلَوَّى
أَتَظُنُّ لَدَى القِرْدِ مَشَاعِرْ؟
القِرْدُ كِيَانٌ مُتَطَفِّلْ
مَزْرُوعٌ
مَنْزُوعُ الرَّحْمَةْ
يَنْتَظِرُ عُيُونَكَ أَنْ تَغْفَلْ
وَسَيَسْرِقُ مِنْ فَمِكَ اللُّقْمَةْ!
أتراه يريدك أن تحيا
يهتم لكونك وحياتِك
أتظن القرد سينهار من بعد وفاتِك
القرد سيلعب برفاتِك!
مَا تَاهَتْ بِنَا إِلَّا بَعْدَ أَنْ تُهْنَا
وَمَا دَارَتْ بِنَا
إِلَّا تَشَوَّهْنَا!