رواية إخلاء سبيل الفصل السادس والعشرون

إخلاء سبيل — الفصل السادس والعشرون
الفصل السادس والعشرون

وصل شباب البلد إلى العتل، مدفوعين بالحماس والقلق على مصير آدم والشيخ عبد الواحد. انطلقوا بالدراجات النارية والتكاتك نحو الغرفة المهجورة، يحدوهم الأمل في العثور عليهما سالمَين.

أوقفوا مركباتهم أمام الغرفة، وتقدموا بحذرٍ نحوها، سلاحهم الوحيد هو المصابيح اليدوية، والدعوات التي تتردد بين الحين والآخر.

قال أحدهم بحزم: «نادوا عليهما يا شباب.»

ارتفعت أصواتهم: «يا آدم! يا شيخ عبد الواحد! أين أنتما؟»

تلاشى صدى النداء في صمت بهيم.

تقدم بعضهم ببطء، وأضاؤوا الغرفة بالكشافات.

وفجأةً، توقف أحدهم عن الحركة، وهو يشير بعصبية: «انظروا… هناك…»

رأوا فتحة دائرية تتوسط الأرضية فانذهلوا، لكنه أشار نحو الزاوية، فارتعدوا وهالهم منظر «حالة» الغارق في دمائه.

تعالت أصواتهم: «لا إله إلا الله!»، ثم قال أحدهم بصدمة: «لا يمكن! كيف حدث ذلك؟!»

تقدم أكبرهم سنًا نحو الجثة، متجنبا الفتحة، وعيناه تمسحان المكان بحثًا عن أي أثر يفسر ما جرى. انحنى على «حالة» وتأكد من نبضه، ثم همس بصوتٍ حزين: «مات… ودمه ما يزال دافئًا.»

تساءل أحدهم بتوتر: «ولكن، أين آدم والشيخ عبد الواحد؟»

تلفتوا في ذعر، وردّ أحدهم بتوجس: «هل يمكن أن يكونا قد سقطا هنا؟»

Scroll to Top