رواية إخلاء سبيل الفصل التاسع عشر

إخلاء سبيل – الفصل ١٩
الفصل التاسع عشر

بعد فترة تأمل وتفكر، خطرت على ذهن هالة فكرة كانت غائبة عنها، تعجبت كيف لم تلاحظها من قبل، ربما بسبب الفوضى الذهنية والارتباك الذي ولّدته المفاجآت المتلاحقة، عبرت عن فكرتها قائلة بحماس: «أعتقد أن الأرقام الغالبة التي ذكرها الشيخ في الحلم ترمز إلى الحروف المتحركة، بينما الأرقام المغلوبة تشير إلى الحروف الساكنة.»

قاطعها حاتم مندهشًا: «وماذا تكون الجملة إذًا؟»

استغرقت هالة لحظات تفكر فيها بعمق، تردد في ذهنها صدى كلمات الشيخ الغامضة: «[١١] غلبوا [١١]، و[١٠] غلبوا [١١] و[١] غلب [١١]»

ثم أفاقت من أفكارها، وهمست: «بهذه الطريقة، يمكن أن تتكون الجملة المطلوبة من الحروف المتحركة والساكنة بالترتيب التالي: الأرقام الغالبة [١١]، [١٠]، [١] تمثل الحروف المتحركة، بينما الأرقام المغلوبة [١١]، [١١]، [١١] تمثل الحروف الساكنة. ولكن، ما زلنا بحاجة إلى طريقة لترتيب هذه الحروف.»

تقبل حاتم هذه الفكرة بتحفظ في البداية، وشرع يبحث عن طريقة مناسبة لترتيب هذه الأحرف. وبعد عدة محاولات لم يتوصلا خلالها لجملة ذات معنى، اهتدت هالة إلى فكرة أخرى، شرحتها قائلة: «كل رقم غالب يتغير في كل مرة؛ [١١]، [١٠]، [١]. وبالتالي يكون الصواب هو جمع هذه الأرقام معًا، ويكون مجموعها هو عدد الحركات في الجملة المطلوبة. أما الأرقام المغلوبة فلن يتم جمعها؛ لأنها ببساطة شيء واحد في كل مرة، رقم مغلوب واحد يتكرر في كل مرة هو الرقم [١١]. وبذلك؛ لا بد أن تكون الجملة محتوية على [٢٢] حرفًا متحركًا وهو مجموع الأرقام الغالبة، و[١١] حرفًا ساكنًا وهو الرقم المغلوب.»

داعبها حاتم بابتسامة، قائلًا: «وهذا يجعل المجموع [٣٣] أيضًا!»

ردت هالة بابتسامة متفائلة: «وهذه إشارة أننا على الطريق الصحيح، لكننا مازلنا بحاجة أيضًا إلى تحديد الفكرة الأساسية للجملة المطلوبة. إذا عرفنا الفكرة، يمكننا تشكيل الجملة بما يتناسب معها.»

بنبرة تفكير عميق، قال حاتم: «صحيح، ولكن يجب أن نتذكر القاعدة التي وصلنا إليها؛ الجملة لا بد أن تحتوي على [٢٢] حرفًا متحركًا و[١١] حرفًا ساكنًا. هذا هو مفتاحها.»

ثم أضاف، وهو يضع يده على ذقنه بتفكير: «الجملة قد تحمل معنىً رمزيًا، يتعلق بالتوازن بين الغالب والمغلوب، الروح والجسد؛ شيء من هذا القبيل.»

فكرت هالة بعمق، وقالت بحماسة: «من يدري! وربما تكون هذه المعادلة هي حقًا مفتاح خروجنا من هذا المكان الغامض.»

تنهد حاتم قائلًا: «هل إلى خروجٍ من سبيل؟»

ذكّرَه هذا التساؤل بأولئك البشر المعذبين في الجحيم، هذا هو تساؤلهم، ويا ترى ما الذي أودى بهم إلى الهاوية؟ أنفسهم؟ ليست وحدها، إذًا هو أيضًا قد أسْهَمَ في إهلاكهم، بإضلاله وغوايته وعداوته، إنه الشيطان.

Scroll to Top