لم يترك آدم وأصحابه وحالة مكانًا لم يبحثوا فيه، ثم التقوا جميعًا في الملعب مرة أخرى، معلنين عدم عثورهم على أحد، وقفوا ملتفين حول دائرة المنتصف كأنهم يستعدون لمباراة، أخرجوا كشافات هواتفهم لتبديد ظلمة الليل الوليد، علت همهماتهم التي أوقفها حالة صارخًا: «كفى!»
ساد الصمت برهة، فوجّه حالة كشاف هاتفه نحو آدم وسأله بحدة: «هل يوجد مكان لم نبحث فيه؟»
أجابه آدم بتردد: «لا … يوجد.»
احتدّ حالة أكثر: «يوجد أم لا يوجد؟»
لم ينطق آدم واكتفى بالإشارة نحو الغرفة المهجورة، فالتفت الجميع حيث أشار، وانكسر حاجز الصمت، وتعالت صيحات الرفض والاستهجان؛ البعض يرفض دخول هذه الغرفة ليلًا، والبعض يخشى دخولها ليلاً أو نهارًا، والبعض يجزم أنه من المستحيل أن يكون فيها أحد.
صرخ فيهم حالة بعصبية: «انتظروا. وأنت لماذا تشير إلى هناك؟»
نطق آدم بصوت مكتوم متقطع: «فيها… أحد… بالفعل»
قاطعه أحدهم: «من؟»
ردّ آدم بتبرم: «لا أعرف مَنْ؛ ولكنني قبل ساعة تقريبًا رأيت عدة سيارات تحمل شعار وزارة الآثار متجهة إلى هناك»
أحاط بهم التعجب والاستغراب، قبل أن ينصاعوا لقرار حالة بالذهاب إلى الغرفة المهجورة، على الفور.