المهرج الظل

قصيدة فصحى » المهرج الظل

وَرَكَضْنَا نَبْحَثُ عَنْ مَخْرَج
فَبَدَوْنَا أَشْبَهَ بِمُهَرِّج

يَلْهُو فِي الدُّنْيَا بِالدُّنْيَا
كَيْ يُضْحِكَ جُمْهُورًا أَهْوَج

يَفْعَلُ أَشْيَاءً مُضْحِكَةً
وَبِدَاخِلِهِ الحُزْنُ تَأَجَّج

يُضْحِكُهُمْ لَا يَضْحَكُ مَعَهُمْ
يَبْكِي لَا أَحَدٌ يَتَفَرَّج

يَخْلَعُ عَنْهُ ثِيَابَ اللَهْوِ
وَيَمْسَحُ مَسْحُوقًا يُخْفِيه

يَتَمَشَّى مَسْحُوقًا فِي اللَّيْلِ
يَنْتَظِرُ النَّاسَ تُحَيِّيه

يَتَفَاجَأُ لَا أَحَدٌ يَعْرِفُهُ
لَا وَاحِدٌ حَتَّى يَسْأَلُ فِيه

يَنْصَدِمُ كَكُلِّ اللَّيْلَات
يَبْتَسِمُ يُدَارِي الوَيْلَات

يَتَسَاءَلُ يَنْسَى الأَسْئِلَةَ
وَيُجِيبُ بِغَيْرِ إِجَابَات

يَتَذَكَّرُ تِلْكَ المَسْأَلَةَ
فَيَمُدُّ يَدَيْهِ كَتِمْثَال

يَتَشَكَّى مِنْ ضِيقِ الحَال
وَالنَّاسُ تَمُرُّ بِهِ تَضْحَكْ

يَرْتَابُ يُفَتِّشُ فِي يَدِهِ
مَا بَالُ النَّاسِ وَمَا يُضْحِكْ؟

هَلْ مَا زِلْتُ هُنَا فِي السِّيرْكْ؟
أَمْ أَنِّي سِيرْكٌ مُتَحَرِّكْ؟

أَمْ أَنِّي سَأَظَلُّ عَلَى العَهْدِ
أَلْهُو كَالظِّلِّ بِلَا جَسَدِ؟

Scroll to Top