رواية إخلاء سبيل: الفصل الثاني عشر

إخلاء سبيل – الفصل ١٢
الفصل الثاني عشر

استنشق حاتم عدة أنفاسٍ عميقة، محاولًا التغلب على الضوضاء القادمة من الأعلى، ثم قال شارحًا: «أعلى درجة في التنظيمات السرية هي: ٣٣، ولغز الشيخ الغريب قد يشير إلى هزيمتها؛ ما رأيكِ؟»

ردّت هالة بتأمل: «ثلاثة وثلاثين !! أي الرقم ١١ يتكرر ثلاث مرات من جديد! تبدو فكرة منطقية.»

ساد الصمت لحظات، ثم سألته هالة: «هل يمكن أن يكون لهذا علاقة بختام الصلاة؟»

سألها حاتم باستغراب: «ماذا تقصدين؟»

قالت شارحةً: «أقصد أننا نختم الصلاة بسبحان الله والحمد للّه والله أكبر، ثلاثة وثلاثين مرة لكل منها؛ فهل لهذا دلالة خاصة؟»

أجاب حاتم بحيرة: «لا أعلم… ربما.»

استرسلت هالة: «ألا يمكن أن يكون الذكر بعد الصلاة  بهذا العدد يؤدي إلى هدم الدرجات الـثلاث والثلاثين الخاصة بهذه المنظمة في نفس الذاكر؟ خصوصًا أننا نستعيذ بعد التشهد الأخير من فتنة المسيح الدجال، وأنت تقول إن لهذه المنظمة صلة به.»

ردّ حاتم متفكرًا: «قد تكونين على حق! تكرار الأذكار بعد الصلاة ثلاثة وثلاثين مرة قد يكون رمزًا لقوة الإيمان التي تتغلب على كل درجة من درجات تلك المنظمة.»

أضافت مؤكدةً: «بالضبط، وإذا جمعنا الأذكار الثلاثة يصبح المجموع تسعة وتسعين.»

ردّ حاتم بإعجاب: «يا لها من فكرة مدهشة! هذا كله يشير إلى أن دعاء الله بأسمائه الحسنى هو السر في التغلب على الشر؛ ولكن دعينا نكمل حتى النهاية، ولا نصدر أحكامًا مسبقة قبل أن نرى ما سيحدث.»

أضاء وجه هالة بابتسامة مباغتة، وقالت بحماس: «حاتم، جاءتني فكرة!»

بادلها الابتسام وقال مازحًا: «يبدو أنني فتحت شهيتك للأفكار!»

ردّت بحماسة: «اسمع مني، ربما تشكرني… نحن الآن محبوسان في هذه الظلمة، ألا يذكرك هذا بموقف يونس عليه السلام؟ عندما كان في بطن الحوت، ونادى أنْ: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فاستجاب له الله ونجّاه.»

نظر إليها متأملًا فأكملت: «والعجيب أيضًا أن عدد حروف هذا النداء ثلاثة وثلاثين حرفًا!»

أدرك حاتم ما ترمي إليه، فانبعث فيه عزم شديد، كأنما عثر على مفتاح جديد.

نهض فجأة وبدأ يجوب الغرفة بتوتر، يردد من أعماقه: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، مستشعرًا كل حرف.

لم تكد تمضي دقيقة؛ إلا وفوجئا بالضوء المتسلل من الثقب العلوي يكشف عن نقش غريب، على الجدار الأيمن من الغرفة.

توجه حاتم تلقاءه، ومسح بيده على النقش بحذر، وهالة بجانبه مشدوهة، تنصت إلى صوت احتكاك أصابعه بالنقش الذي يشبه القرص الدائري الموجود بالأعلى، فهمست في شرود وكأنها تحدث نفسها: «يبدو أنه طريق الخروج!»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top