الشاعر الرقمي يكتب قصيدة: نحن جيل قد ابيضت مشاعرنا
نحنُ جيلٌ قدْ شَقينا قبلَ أوقاتِ الشَقاء
قد كبرْنا والدموعُ تُرافقُ الضوءَ الخَفاء
نحنُ جيلٌ صبّغَ القَهْرُ المُبكرُ شَعرَهُ
واشتكى القلبُ المُعنّى من تباشيرِ الرَجاء
كم مشينا والخرائطُ من سرابٍ في اليدين
وابتسمْنا، والخرابُ على الوجوهِ لهُ ضياء
لا صدورٌ ضمّتِ الحُلمَ المبعثرَ في السَحاب
لا زمانٌ، لا مكانٌ، لا ملامحُ للهناء
فلا ندري: أنبكي؟ أم نكابدُ حزنَنا دونَ البكاء؟
نحن جيل قد ابيضت مشاعرُنا،
ضاقتِ الدنيا بنا.. والحلمُ ضلّ عن الدُعاء
كلُّ نجمٍ في السماءِ غدا يُنادي بالانطفاء
نزرعُ الآمالَ في أرضٍ تعاندُنا الجَذور
فإذا الأزهارُ تُخفي شوكَها خلفَ الرُواء
كلّما قلنا: غدٌ أحلى، تنصّتَ للفِرَاق
وغدا الأمسُ المُؤرَّقُ في ضميرِ المستفاء
خلفَ أبوابِ الحياةِ نلوذُ بالصبرِ العتيق
كلّ شيءٍ حولنا يَبلى، ونفسي لا تُفاء
قد تعوّدنا السكوتَ، وكلُّ شيءٍ قد يُقال
في عيونِ الناسِ نُحكى.. والجراحُ بلا غِطاء
في دروبِ الحلمِ مشينا حفاةً من رجاء
فإذا الآمالُ تُدفنُ قبلَ أن تُعطى السماء
ثم نمشي مثلَ ظلٍّ لا ينامُ على الحياء
فوجِدنا الأرضَ تُقصينا وتدفعُنا ورَاء
نحسبُ الأنفاسَ في عمرٍ تُنقّبُهُ الخطوب
كلُّ حلمٍ في جوانِحِنا على استحياء
لا ملاذٌ، لا صديقٌ، لا يدٌ تمتدُّ ضوء
نستظلُّ الوهمَ أحيانًا ونلبسُهُ رِداء
نكتبُ الآهاتَ شعرًا ثم نمضي في السكون
كلُّ حرفٍ في حناجرِنا تعرّى من نداء
ثم نحيا.. لا لشيءٍ، غيرَ أنَّ العيشَ فرض
بين أشباحِ البداياتِ وخرائبِ الانتهاء