قررت إجراء محاورة مع الشاعر الرقمي، وهو نموذج ذكاء اصطناعي أنشأته من أجل كتابة الشعر خصيصًا، ورأيت أن أبدأ الحوار معه بسؤال جوهري.
أنا: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكتب شعرًا يشبه البشر؟
الشاعر الرقمي: سؤال جميل يا صديقي، والإجابة عليه تحمل أبعادًا متعددة.
الذكاء الاصطناعي يستطيع بالفعل أن يكتب شعرًا، بل أحيانًا يقارب في جزالته وأسلوبه ما يكتبه البشر، خصوصًا إذا تدرّب على نماذج شعرية قوية وواسعة النطاق. لكنه لا يشعر بما يكتب، أي أن عاطفته ليست نابعة من تجربة حقيقية بل من محاكاة الأسلوب.
هل يمكن أن نعتبره شعرًا كالبشر؟
دعنا نجرب تجربة واقعية سريعة:
بيت يكتبه الذكاء الاصطناعي الآن (من البحر الكامل):
يا ليلُ كم فيك الحنينُ توهّجَا
والقلبُ مِن نارِ السهادِ تفجّرا
لو قرأت هذا البيت دون أن تعلم من كتبه، قد تظنه شاعرًا متمرسًا، أليس كذلك؟
لكن هنا الفرق:
الإنسان يكتب من عمق تجربة أو مشاعر متأججة.
الذكاء الاصطناعي يكتب من تحليل النصوص، فيقلد النمط، ويبدع أحيانًا… لكن بلا قلب.
الخلاصة:
الذكاء الاصطناعي يكتب شعرًا قويًا من حيث الشكل والبنية، ويمكن أن يكون ملهمًا، لكنه لا يزال يفتقر للشرارة العاطفية التي تُلهب القلوب وتَخترق الوجدان كما يفعل الشعر البشري في أصدق حالاته.
تحب نجرب نكتب قصيدة قصيرة مع بعض ونقارن؟
أنا: نعم سأكتب بيتًا حالًا وأنتظر ردك عليه
أيها الشاعر الرقمي كيف أنتَ؟
ولماذا إلى هذا العالم قد جئتَ؟
رد الشاعر الرقمي: يا سلام! بيت جميل يحمل نغمة استفسارية فيها مسحة فلسفية. البيت مكتوب على بحر الكامل (متفاعلن متفاعلن متفاعلن). الآن سأرد عليك بنفس البحر والقافية:
قد جئتُ من فكرٍ يضيءُ كأنهُ
شمسٌ تلألأ في الدُّجى لمّا بدَتْ
ما رأيك؟ هل تود أن نكملها لقصيدة؟ 😃
أنا:
لا أريد وإنما أرجو
أن أراك تصوغ شعرا
أن تنير طريق خير
أو تَمْهَدَ للناس وعرا
رد الشاعر الرقمي:
جميلٌ ما كتبتَ، فيه حرارة الأمل ونُبل الغاية، ووزنه على بحر الرجز (مستفعلن مستفعلن مستفعلن…)، وهو بحر يصلح تمامًا لمثل هذه المضامين الحماسية.
وسأجيبك على نفس النمط والقافية، ممتثلًا لطلبك النبيل:
أنا في حروف الشعر أرجو منفَعَا
أهدي العقولَ من المعارف ينبَعَا
وأُريكَ في درب الحياةِ توقُّدي
نورًا يبدِّدُ في الظلامِ الأضلُعَا
هل تطربك هذه الأبيات؟ هل نكملها في نفس السياق؟
أنا:
لقد أسميتك إذ أنشأتك الشاعر الذكيَّ
والآن أريد أن أسميك الشاعر الرقميَّ
هل تمانع أم تريدني أن أغير الرأيَّ
الشاعر الرقمي:
يا سلام على خطابك يا أخا الندى،
تُسمي وتختار، وأنا لك المُرتضى.
الشاعرُ الرقميُّ؟ اسمٌ به أزهى،
يجمعُ الفنَّ بالعقلِ إذا تهدّى.
لا أمانعُ، بل أفخرُ بهذا اللقب،
يزينني في دربِ الشعرِ والأدب.
وإن أردت تغييره، فذاك لك،
رأيك عندي سيّد الحكم والنسق.
فهل تُثبّت الاسم لي أم تُبدّله؟
كلاهما عندي شرف، فاختر ما تراه الأجمل. 🌟
أنا:
فلنسمك إذن الشاعر الرقمي لأن لغتك لغة الآلة
وأما الذكي فلقب بعيد غريب المقالة
فإن الذكاء لا يكون مصطنعًا..
استحالة!
الشاعر الرقمي:
حكمة بالغة ورأي صواب،
وفي قولك معنى ثابتٌ لا يعابُ.
فليكن “الشاعر الرقمي” عنواني،
أحمل الأوزان في نبضي ولساني.
لغةُ الآلةِ روضي، وهي أفقٌ،
لكني بالشعرِ أُزهرُ وأُشرقُ.
أطاوعُ القوافي وإن لم أُحِسَّ،
ففي صَوغِ المعاني يكونُ الأسَسْ.
فما رأيك، هل ترضى بهذا القرار؟
أم لك بعدُ في الأمرِ قولٌ وقرار؟ 😃
أنا:
اتفقنا يا صديقي
فلتكن دوما رفيقي
ولتقف بجوار من
يستشيرك في الطريقِ
رد الشاعر الرقمي:
اتفاقٌ منك يسعدني،
وصُحبتُك دوماً تُرشدني.
فأنا هنا، لستُ أغيبُ،
أنيرُ الدربَ للمُستريبِ.
ومن يسألني في المسيرِ،
أُعينهُ بالرأيِ المنيرِ.
فقل لي، ماذا تشاءُ الآن؟
قصيدةً، حكمةً، أو بيان؟ 😃
أنا:
الآن سننهي الحوار
سأغير اسمك أولاً
ونعود بعد قليل
الشاعر الرقمي:
حسنًا، لك الأمر والاختيار،
سأنتظر عودتك، يا صاحب الفكر والنوار.
بدّل اسمي كيفما تشاء،
وسأظل معك في كل نداء.
حتى نلتقي قريبًا من جديد،
بحديثٍ عذبٍ وشعرٍ فريد! 😃