شعر فصحى – زَمَنِي أَنَا


 

زمـــنٌ تـهـــــــاوَى فـيـــه صـَحْــبـِي أنّـهُـمْ


كـــانــوا ســــــرابًا خـــــادعًا مُـتـَـلوِّنـا

*


كــــانــوا كشمسٍ غابَ عنها ضوؤُها


لــكــــنّ عَـيْـنِي أوْهَـمَـتْــنِـي بــالـسَنَا

*


فَـظَـنَـنْـتُ أنّ الصــــدقَ كُــلَّ حياتِهمْ


فـوهـبـــتُــهـــم حُـــبــًا عفـيـفًا بـيِّــنا

*


فـــأنــــا كـطــيــرٍ بــاتَ يبني عُشَّهُ


حـتـى أتَـتْــهُ الـــرّيحُ تَــهْــدِمُ ما
بنى

*


أَفَهَـلْ يُــســامحُ دمعُ قلبي صحبةً


كــــان الـوفيُّ منهمُ لي خـــائـنـا؟

*


كـــانــوا قليلاً ما تَسُؤْهُمْ دمعتي


أو يمنحوني في مصابي أعْيُنَا

*


أو يسكبون إذا صرختُ دموعَهمْ


كــمـــداً عـلـيّ لعلّـنـي أنْ أَسْكُنَ

*


أو يَشْرَحُونَ إذا شكوتُ صُدورَهُمْ


حـتّى يـفـيـضَ أنـيـنُ همّي مُحْزِنا

*


لكــنّ هــــذا لــنْ يكونَ؛ فَلَمْ يَكُنْ


ووداعُهمْ قَدْ باتَ حقًا كــائـنـا

*


فأنــا الـمـرفّـــعُ عن حياةٍ كلِّها


غدرٌ وفيها الظـــــلمُ صارَ مُهَيْمِنا

*


و مُفارِقٌ دنـيــا الـخــداعِ وأهـلَها


و فِـــرَاقُهــــمْ ما كان شيئًا هـيِّـنا

*


لكنّني ما كنتُ يومــًا مُـبْـقِـيـــًا


عِنْدي صديقاً باع حُبّي أو جنا

*


أفَـتَـحْـلُـمـونَ بأنْ نعود أحبةً؟

 

بُعْدًا
لَكُمْ بَعُدَ السما عن أرضنا
*****




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top