زمـــنٌ تـهـــــــاوَى فـيـــه صـَحْــبـِي أنّـهُـمْ
كـــانــوا ســــــرابًا خـــــادعًا مُـتـَـلوِّنـا
*
كــــانــوا كشمسٍ غابَ عنها ضوؤُها
لــكــــنّ عَـيْـنِي أوْهَـمَـتْــنِـي بــالـسَنَا
*
فَـظَـنَـنْـتُ أنّ الصــــدقَ كُــلَّ حياتِهمْ
فـوهـبـــتُــهـــم حُـــبــًا عفـيـفًا بـيِّــنا
*
فـــأنــــا كـطــيــرٍ بــاتَ يبني عُشَّهُ
حـتـى أتَـتْــهُ الـــرّيحُ تَــهْــدِمُ ما
بنى
*
أَفَهَـلْ يُــســامحُ دمعُ قلبي صحبةً
كــــان الـوفيُّ منهمُ لي خـــائـنـا؟
*
كـــانــوا قليلاً ما تَسُؤْهُمْ دمعتي
أو يمنحوني في مصابي أعْيُنَا
*
أو يسكبون إذا صرختُ دموعَهمْ
كــمـــداً عـلـيّ لعلّـنـي أنْ أَسْكُنَ
*
أو يَشْرَحُونَ إذا شكوتُ صُدورَهُمْ
حـتّى يـفـيـضَ أنـيـنُ همّي مُحْزِنا
*
لكــنّ هــــذا لــنْ يكونَ؛ فَلَمْ يَكُنْ
ووداعُهمْ قَدْ باتَ حقًا كــائـنـا
*
فأنــا الـمـرفّـــعُ عن حياةٍ كلِّها
غدرٌ وفيها الظـــــلمُ صارَ مُهَيْمِنا
*
و مُفارِقٌ دنـيــا الـخــداعِ وأهـلَها
و فِـــرَاقُهــــمْ ما كان شيئًا هـيِّـنا
*
لكنّني ما كنتُ يومــًا مُـبْـقِـيـــًا
عِنْدي صديقاً باع حُبّي أو جنا
*
أفَـتَـحْـلُـمـونَ بأنْ نعود أحبةً؟
بُعْدًا
لَكُمْ بَعُدَ السما عن أرضنا
*****