أسأل نفسي يوميًا من أنا؟ ولا أدري لماذا أكرر هذا السؤال؟ وما أهمية أن أعرف من أنا أصلًا؟
ألست أنا أنا فقط وهذا يكفيني؟
هذه سلبية!
لتكن سلبية ألا يصفونني بأنني لا أقدم ولا أؤخر.
ولكن لابد أن أعرف من أنا حتى أعرف ماذا يجب أن أفعل في هذه الحياة.
وما هي هذه الحياة أصلًا؟ ومن نحن؟ ولماذا نحن موجودون على هذا الكوكب بالذات؟ لماذا لم نوجد في الفضاء الفسيح؟ لماذا نحن محصورون في هذه الأرض ولا نخرج منها؟
آه لو كنت أعيش في الفضاء!!
ماذا كنت سأفعل؟
سأكون كما أنا محصورًا في إمكانياتي وقدراتي؛ إذن، فلأرضى بما أنا فيه فربما ما كنتُ أستطيع أن أؤدي دوري لو كنتُ شمسًا أو قمرًا مثلًا، كل مهمتي خدمة الآخرين، ونفسي ربما لا أراعيها بشيء، بل ربما تمنعني أنانيتي أن أكون نجمًا في السماء، وأن يتم تسخيري لغيري.
بل أنا بالفعل مُسخرٌ لخدمة آخرين؛ ولكنهم بشر مثلي، يسوقونني كما تساق الشمس والقمر لأضيء لهم حياتهم، يستفيدون مني ثم يلقون لي فُتاتًا في نهاية المطاف.
ولا يكتفون بإلقائه إليّ في كارت الفيزا بل يعظمونه ويفخمونه ويطلقون عليه لقبًا جميلًا أخاذًا يسمونه «مرتبًا» أو «راتبًا»، كلمة تشعرك بالثقة في أن كل شيء على ما يرام.
فالمرتب في أصل معناه اللغوي يدل على التراتبية والاستمرارية، وبالتالي يشبع عندك غريزة البقاء وضمان البقاء.
والمرتب يعني أنه يترتب على عملك فلولا ذلك المجهود الذي تبذله لما منحناك هذا المرتب المترتب على عطائك.
إلا أنهم لم يفطنوا إلى أن المرتب قد يعطي معنى الارتياب؛ والموظف في هذه الحالة مرتاب في حاضره، قلق على مستقبله، فلا هو جمع فأوعى، ولا هو استقال فاستقل فانتقل لمكانة أعلى، أو خُسفت به الأرض تبعًا لتقلبات السوق، ولا هو اجتهد فترقى في وقت قياسي.
بل هو صاعد ببطء منظوم، وبقرار محتوم، بتوقيت معلوم، لا يصدر إلا كل حين من الزمان، بعد استيفاء بضع اشتراطات كلها لا تدل على الكفاءة، ولا تستند إلى المهارة، أو التعلم، أو التدرب، أو ترتكن إلى العطاء، أو التفاني في العمل، فهذه أشياء يمكننا أن نمنحك عنها شهادة تقدير في يومٍ ما.
ربما اليوم الأخير في حياتك الوظيفية، أو اليوم التالي لانتهاء حياتك الدنيوية وبعد تعذيب ورثتك على شبابيك تخليص الأوراق.
فالمسار الوظيفي هو خط سير فيه الموظف مسير لا مخير، والمجتهد كالمهمل، والناجح كالفاشل، وفي النهاية الكل يترقى في الوقت نفسه وبالقرار ذاته وللأسباب عينها، لا فضل لموظف على آخر، ولا وازع لمن لا ضمير له، ولا دافع لمن لا طموح شخصي عنده.
وربما منحناك حافزًا براقًا إذا تعبت الليالي وواصلت بها الأيام لتحصل على الماجستير، ويا سلام لو تحصل على الدكتوراه فسنزيد لك ذلك الحافز.
أما في الحقيقة فربما كلمة حافز هذه فيها نظر؛ والنظر هذا نابع من أن هذا الحافز عبارة عن مبلغ من المال، لا يطعم العيال، ولا يشحن كارت كهرباء لمدة أسبوع، ويكاد لا يكفي المواصلات، أو حتى الاتصالات، ولذلك فتسمية حافز لا تليق به ولا تتناسب مع ما يفعله في نفس من اجتهد للحصول على هذه الدرجات العلمية من إحباط وتثبيط.
فكل ما يناله من يحصل على هذه الدرجات، ربما لا يتعدى الضيق والغيرة والحقد، الذي يملأ قلوب زملائه عليه، وخشيتهم من تفوقه عليهم، وخوفهم من أن يسبقهم في الفوز بلقب مدير إدارة أو أي منصب مهم، والمكائد والفخاخ التي ينصبونها له وهم يحسبون أنه ينافسهم ولا يعلمون أنه مشغول بنفسه لا يكاد يراهم ولا يرى نفسه.
لا يرى نفسه إعجابًا فهو متواضع رغم أنفه، ولا يرى نفسه حقيقةً لأنه يحسب أنه مفارق للحياة منذ مدة طويلة.
وهذا هو حالي مع زملائي في البنك.
حتى البنك فيه كل هذه التعقيدات والمناكفات والحروب الخفية الخبيثة، أنا لا أريد أكثر من أن أؤدي عملي على نحو يرضيني وينتهي يومي بسلام، وزملائي يظنون أنني آكل في نفسي لكي أتفوق عليهم، أو يحسبون أنني أتفاخر عليهم بالدكتوراه التي أحملها كرهًا ولا أستطيع أن أضعها كرهًا.
كم تمنيت أن أكون شمسًا، أظن أنني لو كنت شمسًا سواء في مجرتنا أو في مجرة مجاورة لاستمتعت بدوري، لأنني سأكون متيقنًا من أنني أفيد الجميع دون تمييز، أما الآن فأنا أخدم الأقوى والأغنى فحسب.
لو كنت شمسًا لخدمت الضعيف كما القوي، الشمس أفضل مني، ولذلك سأقتدي بالشمس.
من الآن فصاعدًا سأكون للجميع، بلا استثناء، سأؤدي دوري وأمنح ضوئي للجميع.
ما هو ضوئي وما هو دوري؟
معرفة ضوئي تقودني لمعرفة دوري.
ربما كان ضوئي هو ما حدث معي في البنك مع العجوز.
ذاكرتي هي ضوئي‼ ولكنها ليست ذاكرتي، إنها ذاكرة العجوز.
لا؛ بل ذاكرتي أنا تحمل ذكريات العجوز.
لا؛ بل إنني أقرأ الأفكار.
ولكن لو كنت أقرأ الأفكار لما عرفت الشيء الذي لم يكن يتذكره العجوز نفسه، فالعجوز كان ناسيًا أما أنا فتذكرت، وهذا دليل على أنني كنت معه عندما كان يُحمّل بالديون.
إذن فأنا قارئ الذكريات.
[يحتاج الضوء لثماني دقائق لقطع المسافة بين الأرض والشمس… أي أن الشمس التي ننظر إليها يوميًا لا نراها في الوقت الحقيقي لكننا نراها وقد مرّ عليها ثماني دقائق، ولهذا وفى وقت الغروب تغرب الشمس بالفعل قبل أن نرى الغروب أي أننا نراها في الماضي…].
توجهت إلى مطبخي الصغير، ووقفت أراقب الشاي وهو يغلي في البراد كغليان أفكاري في رأسي، ثم عدت مسرعًا إلى الفيديو.
[… وعند رصد علماء الفلك لأي حدث كوني كانفجار نجمي أو نشأة نجم جديد أو مجموعة شمسية جديدة، فإن هذا الحدث يكون قد تم بالفعل في الماضي، حسب بُعد هذا الحدث عن كوكبنا، لكن كل هذه النظريات العلمية التي تثبت رؤيتنا للماضي عبر التحديق في أماكن بعيدة، هل تمكننا من رؤية ماضينا؟]
هذا هو المطلوب، هيا أخبروني.
[الإجابة الخيالية هي نعم‼]
خيالية؟!
أحسست بخيبة أمل، وأدركت حينها أنني لن أجد الإجابة على ما يجري معي، على الأقل في هذا الفيديو، لكنني وجدت نفسي مضطرًا لإكماله على أية حال.
أوشكتُ أن أصبح باحثًا في الفيزياء، بل أُساق إلى ذلك، كم كنت أكره الفيزياء في الثانوية العامة، لذلك هربت منها إلى الأدبي، ثم إلى التجارة، لأعيش الواقع، بعيدًا عن خيال العلماء، ونظرياتهم، وفرضياتهم، والأسئلة التي لا داعي لها، ولا طائل من ورائها، والمسائل التي تُبنى على لا شيء، وتوصل إلى لا شيء.
لم أكن أدرك أن هذه الفيزياء البغيضة ستعطيني ولو طرفًا من خيطٍ أحيك به ثوب المعرفة، وأصل من خلاله إلى كنه معضلتي، وحقيقة ما يقع لي من أحداث، حتى الآن لم تعطنِ الفيزياء الإجابة الشافية، لكنني سألهث خلفها، حتى أصل لمبتغاي، ولو توقفت حياتي.
خير لي أن تتوقف حياتي عند هذا الحد على أن أعيش بلا وعي، بلا نور، بلا حقيقة، في ظلامٍ وعَـمَى، امنحيني الجواب أيتها الفيزياء، وأقسم أني سأرد لك اعتبارك وكرامتك التي بعثرتها من قبل.
[… الإجابة الخيالية هي نعم، فلو كان المراقب ينظر للأرض من كوكب يبعد عنها ألف سنة ضوئية فسوف يرى ماضي الأرض منذ ألف عام، ولو أن أحدًا ما تمكن من صنع مركبة فضائية قادرة على السفر بسرعة أكبر من سرعة الضوء، فسوف يسبق بمركبته الضوء، ليراه ويشاهد الماضي فيمكنه مثلًا السفر لمسافة سبعة آلاف سنة ضوئية ورؤية قدماء المصريين أثناء بناء الأهرامات، أو الصينيين أثناء بناء سور الصين العظيم، أو حتى السفر لبداية القرن الفائت ومشاهدة الحرب العالمية الأولى أو الثانية، لكن المفاجأة أن تطبيق كل هذا عمليًا مستحيل…].
عند هذه النقطة لا بد أن أتوقف قليلًا، لابد أن أتوتر للحظات، ولابد أن أقضم أظفاري بأسناني، «تطبيق كل هذا عمليًا مستحيل»؛ إذن ما جدواه؟
مرةً أخرى عادت الفيزياء إلى سابق عهدها معي، مرة أخرى تخذلني، تمنيني ثم تتركني في حيرتي أقضي يومي كله في العمل، وليلي في التأمل والنوم.
ولماذا لا أخرج للحياة، وأواجه الأحداث؟
عبارة أواجه الأحداث هذه تعطيني انطباعًا بأنني بطل مغوار، رغم أنني في الحقيقة جبان رعديد، كأن أحدهم قد زرع شريحة في رأسي، ولا يتوقف عن بث المخاوف فيها كل لحظة، حتى أصبحت أخاف من كل شيء، أصبحت أخاف حتى أن أخاف.
ويمكن ألا تكون هذه الشريحة هي سبب مخاوفي؛ بل من الممكن أن تكون تلك المشاهد المرعبة والفظيعة التي – طبعًا أنت تتوقع أن أكون قد مررت بأحداث حروب وشاهدت جثثًا وأشلاءً ونازحين ومهجّرين وثكالى ومدافع وطائرات أو حتى زلازل وبراكين – توقعك في غير محله؛ لأن المشاهد المرعبة والفظيعة لم أرها إلا في ذلك الجهاز الصغير المسمى موبايل.
في مقتبل حياتي وفي سن الخامسة كنت أستولي على موبايل مشرفة الدار طوال اليوم، أفتح اليوتيوب، أو أي تطبيق آخر يعرض فيديوهات سريعة.
وكانت والت ديزني تقوم بالواجب معي ومع أمثالي من الأطفال الصغار ذوي العقول البيضاء المجهزة للتلقي، فلا أشاهد إلا كرتونًا كله ضرب وتخبيط وترزيع، أو قتل وتحريق وتدمير، أو مخلوقات فضائية مزعجة ومرعبة، أو سباقات سيارات عنيفة ومروعة، أو أي مادة ليس فيها إلا الرعب.
وإنْ لم أشاهد كرتونًا أجدني متسللًا إلى متجر التطبيقات بغير وعي لأقوم بتحميل بعض الألعاب المثيرة، فلا أجد إلا ألعاب القتل والقتال والحرب والدمار، أو ألعاب أخرى غير مثيرة لا أهتم بها، فأقوم بتحميل ألعاب القتال، وطوال اليوم أقاتل وأقاتل.
وأذكر أنني في سن صغيرة جدًا ربما السادسة، لعبتُ ألعابًا من عينة ببجي (PUBG)، وفورت نايت (Fortnite).
ببجي: في بداية كل مباراة يقفز اللاعبون من طائرة بالمظلات على جزيرة دون أن يكون بجعبتهم أية عنصر، وبمجرد هبوطهم، يمكن للاعبين البحث في المباني وغيرها من المواقع للعثور على الأسلحة، والمركبات، وغيرها من المعدات، والتي يتم توزيعها عشوائيًا في جميع أنحاء الخريطة في بداية المباراة، ويصل عدد اللاعبين إلى مائة لاعب، كل منهم يهدف لأن يكون الناجي الأخير!
الناجي الأخير؛ يعني أن تقتل الجميع حتى تنجو وحدك.
الآن أتذكر بأسى زميلًا لنا في دار الرعاية تأثر بهذه اللعبة لدرجة شديدة فانتهى به المطاف إلى قتل مشرفة الدار لأنها منعت عنه الموبايل.
فورت نايت: اسْتَكْشِف العالم الكبير القابل للتدمير حيث لا مكان للعبتين متشابهتين على الإطلاق، تعاون مع الأصدقاء من خلال الركض والتسلق وشق طريقك نحو انتصار ملكي سواء اخترت البناء في باتل رويال أو عدم البناء في وضع بلا بناء.
استكشف العالم الكبير القابل للتدمير!
أتساءل عندما أستعيد ذكريات هذه الألعاب وما يشبهها؛ هل كان الهدف منها تدريب عقولنا كأطفال على تدمير العالم بدون أي عناء أو اعتناء؟
هل كان الهدف من لعبة فورت نايت بهذه التوجيهات أن ينشأ جيلنا محبًا لتدمير العالم بدلًا من تطويره، ولمصلحة من يكون هذا؟
أعرف أنك ستضحك مني إن قلت لك إنه لمصلحة الشيطان.
لا مشكلة عندي فقد اعتدت على سخرية الآخرين مني بل وسخريتي من نفسي.
إلا أن وجهة نظري في هذا الأمر تُحْتَرم، خصوصًا بعد ما نشاهده يوميًا من مشاهد التدمير العالمية بفعل هؤلاء الأطفال الذين كانوا يومًا صغارًا، وربما ما زالوا صغارًا، وربما يبقون صغارًا إلى الأبد، بلا عقول وبلا هوية.
ما الذي كنا ننتظر أن نجنيه من لعبة ببجي؟ هل كنا ننتظر غير ما جرى من تهتك العلاقات، وحب الذات، وانكفاء كل إنسان على نفسه، ومحاربته الكل من أجل مصلحته، من أجل بقائه، هو وحده، ولا أحد معه؟
يقاتل الجميع حتى يقضي على الجميع، ثم يبقى هو ليحتفل بالانتصار الكبير، وهو يتناول الدجاج المشوي وحده.
كيف يمكن أن تكون عقلية ببجي قد أثرت فينا؟ وكيف فعلت بمستقبلنا؟ هل أصبحت الأنانية سمة غالبة؟ هل أصبح كل منا نحن الجيل الذي تربى عليها يقول نفسي نفسي؟
هل أصبح من السهل علينا أن نُضحي بكل ما نملك وكل من معنا وما معنا لأجل مكافأة تافهة في النهاية؟
هل نفضل الحفاظ على الدين أو الوطن أو الانتماء؛ أم الانتصار في معارك وهمية لحصد جوائز مزيفة؟
تم التلاعب بوعينا بنجاح وأنا نتيجة لهذا التلاعب، أنا واحدٌ من هؤلاء الذين تعرضت هويتهم للسحق وإرادتهم للكسر، لا أريد أن أقابل أحدًا، ولا أريد أن أفعل شيئًا، أكتفي بقتال العالم وتدميره في خيالي كل ليلة، وفي النهاية أنام على كوابيس الطفولة، وأستيقظ لأنغمس في واقع مرير أرفضه عدة ساعات ثم أعود مهرولًا إلى منطقة راحتي وأماني في شرفتي.
والآن أجدني راغبًا في حياة حقيقية تفاعلية تواصلية مع أناس مثلي يشبهونني وأشبههم.
الآن لابد أن أخرج من قوقعتي، وأن أثقب قشرة البيض لألتمس النور، أن أطل برأسي من تحت صَدَفتي، لأرى إلى أي حـدٍ ستطلعني ذاكرتي على أشياء وأحداث لم أرها من قبل، وهل سأستطيع أن أخدم بها أحدًا كما تفعل الشمس؟
ولكنْ من الممكن أن أتحول لشخص استغلالي، فأستغلها في السوء، فلست آمَـنُ على نفسي الانحراف.
وما البديل؟
أن أجلس في البيت لا أفعل شيئًا! ربما كان هذا أمثل، ولكن أليست الشمس نارًا محرقة، وفي الوقت نفسه تضيء، إنها لو فكرت بطريقتي هذه لحجبت ضوءها عن الجميع، فلتكن الشمس قدوتي.
سأخرج للدنيا وأرى ماذا سأستفيد وبماذا أفيد، سأجوب الشوارع أبحث عن فاقدي الذاكرة وأذكرهم بذكرياتهم الممتعة، أبحث عمن يظنون أنهم بلا ماضٍ وأطلعهم عليه.
كل العرافين والمتنبئين يزعمون أنهم يخبرون الناس بالمستقبل، أما أنا فسأخبرهم بالماضي.
ولكن الإنسان عندما يعلم المستقبل قد يعيش في سعادة، على الأقل ربما يكون قد تخلص من الخوف من المجهول، أما الماضي فالكثيرون يريدون الفرار منه، بل ربما كان فقدُ أحدهم للذاكرة بتخطيطٍ لا واعٍ منه رغبةً في محو ذكرياته المؤلمة، فهل سأعيد للناس آلامهم؟
ربما للبعض، ولكن معرفة المستقبل أيضًا تؤلم، ماذا لو عرف أحدهم متى وكيف وبأي أرضٍ يموت، كيف تكون حياته؟
إذن لأنطلق وأرى.
• العودة إلى الفصل السابق: (الثاني)
• الانتقال إلى الفصل التالي: (الرابع)