آخر النفق – مقال – سمير عبد العظيم حيطاوي

 

 

 

تخيّلْ حلمك كأنه ضوء ساطع يبهر العين في آخر نَفَقٍ معتم، ذلك النفق هو حياتك بكل مشكلاتها وآلامها وهمومها، ونهاية النفق هي اللحظة التي تتمم فيها رسالتك في الحياة، فحياتك ينبغي أن تكون قائمة على قدمين هما الحلم والأمل، ولها ذراعان هما العزيمة والإصرار، ولها عينان هما الرؤية والرسالة، ولها عقل مفكر هو المخطط والمعدِّل لتلك الخطط لتتناسب مع متغيرات الحياة ومتطلباتها بما لا يحيد بك عن جادة الصواب في طريق تحقيق الغاية العظمى من وجودك بإتمام ما أنت مستخلفٌ فيه.

 

الحق أقول لك إن الإنسان بلا أمل هو عدم، والأمل بلا عمل هو أماني محطمة، فعليك أن تردف الحلم والأمل بالاجتهاد والعمل.


إن هذه الكلمات التحفيزية ليست مقتصرة على ميدان بعينه من ميادين العمل والحياة؛ إنما تمتد مظلتها لتشمل كل ميدان، فلتكن على قدر المسئولية في أي مكان تكون فيه، وأتقن عملك ولو كان كل المحيطين بك محبَطين ومحبِطين، حتمًا ستقابلهم فاستعد بتزويد نفسك بمصدّات وصواعق كهربية تصعق بها كل نقدٍ هدام، واستعد بكل الترحاب بأقطاب مغناطيسية جاذبة لكل رأيٍ بَنّاء، واستفد من تجارب من سَلَف، وكن دائمًا على مستوى المسئولية، وتواكب مع التطور العلمي و التقني، وخذ من كل مدرسة فكرية أو علمية أجمل ما فيها واطرح ما عدا ذلك، فإن الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها.

وانثر علمك في الآفاق، ولا تقلِّل من شأنك أو تستهن بما تعلمت ولو كان يسيرًا، فإن العالم ملئ بمن لا يعلمون حرفًا مما تعلمت، ولذلك فإن مسئوليتك تتضاعف وقد نلت قدرًا من العلم لا يستهان به مهما قل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top