عجوزٌ مكتئبٌ بائسٌ يقبع في حفرة عميقة، أقتربُ من وجهه محاولًا التعرف عليه، إنه يشبهني إلى حدٍ بعيد، يحمل كل ملامحي غير أن بعض التجاعيد تملأ وجهه، أنظر في عينيه الدامعتين وأسأله برفق: «لماذا كل هذا الندم؟!»
يحاول التحرك من الحفرة البغيضة إلا أنها تضيق عليه وتضغط على ضلوعه فيعجز عن الحركة، فيحاول جاهدًا أن ينطق ولكن الكلمات تبدو غير راغبة في الخروج فيتحايل عليها حتى تطيعه فينطق قائلًا في غضب: «انظر لنفسك»
أنْــظُــرُ إليه غير مستوعب وأسأله في دهشة: «وما شأني بك؟!»
يصمت العجوز ويشيح بوجهه بعيدًا فتغزوني الحيرة فأرتعد ويكبلني الذهول فأقلب الأمر في عقلي سريعًا باحثًا عن رابط بيننا؛ أكنت أعرفه من قبل؟ هل قابلته يومًا؟ هل وعدته وعدًا وأخلفته؟ هل اصطدمت به في الطريق يومًا ولم أعتذر؟ ما علاقتي بهذا العجوز المكتئب؟!
لم أجد إجابة منطقية.. فاستدرت إلى الناحية الأخرى لأواجهه وأعاود النظر في عينيه مجددًا وأنا أسأله في حدّة: «ما علاقتي بك أيها الرجل؟! أجبني»
ابتسم ابتسامة مثقلة بالهموم وتكلم بنبرة مفعمة بالإحباط، وهو يرجوني بتذلل: «لأنك لا تسألني رأيي في أي شيء تفعله؟»
ماهذا التطفل؟ كيف يفرض نفسه عليّ بهذه الوقاحة؟ هل سأقف عند ناصية كل طريق لأسأله إن كان موافقًا على سيري فيه أو لديه اعتراض؟ ما لهذا الرجل لا يكاد يدرك أنني مستقل عنه ولي إرادة حرة؟!
ظهر التبرم واضحًا على ملامحي، فأدرك العجوز ما أفكر فيه فأضاف بصوت مختنق: «أنت سبب ما أنا فيه، أنت من يحدد مصيري»
صدمتني عبارته الغريبة فوجدت جسدي ينكمش من الصدمة ويتلاشى جزءًا فجزءًا ويتبدد في الهواء كأنه تحول إلى بخار، ثم انساب على جسد العجوز فاستقر فيه.
#قصة_سريعة
1. #قصة
2. #قصص_قصيرة
3. #قصة_قصيرة
4. #أدب
5. #أدب_عربي
6. #رواية
7. #كتابات
8. #إبداع
9. #أدب_حديث
10. #قصص_مؤثرة
11. #حكاية
12. #خيال
13. #قصة_اليوم
14. #كتابة_إبداعية
15. #قصص_أدبية
16. #قصص_عربية
17. #قصص_واقعية
18. #قصة_حب
19. #حكايات
20. #قصة_قصيرة_عربية