شعر فصحى – الْفرَاشَة


 

هي كالفراشةِ لا جمالاً إنّما


في أنّها


تَهْوَى هُبوطًا


لامْتِصَاصِ رحيقِ إنسانٍ وتتركهُ لآخر

*


هي لا تُريدك أنْ تدومَ و ربّما


 أَيْنَعْتَ بَعْدَ رحيلِها


فَتَعُودْ

*


هي لَمْ تَكُنْ يومًا بِتـلـكَ الصُّورةِ
المُثْلَى


فأنْتَ الذي شَكّلْتَها ورسمْتَها 


بِعُيونِ
قلبِكَ


ذلكَ المَحْدُودْ

*


هي لمْ تَعِدْكَ بأيّ شيءٍ إنّمَا


أنتَ الذي أَخْطَأْتَ حِينَ


قَطَعْتَ مِنْكَ عَلَيْهَا 


غافِلاً


تلكَ الوعودْ

*


هي لمْ تَكُنْ ذاتَ المبادئِ والمُثُلْ


هي لَمْ تَكُنْ


أنْتَ الذي كوّنْتَها


جاوزتَ مُحْتَمِلاً لَها


كُلَّ الحُدودْ

*


يا أيُّها المخدوعُ في وجهٍ طُفوليِّ
المَلاَمِحِ


مُسْتَنِيرٍ حِينَ تَنْظُرُ


ثمّ بعدَ رحيلِ عَيْنِكَ عَنْهُ يَبْدَأُ في
الخُفوتْ

*


يا أيُّها المخدوعُ في قولٍ لها


يا أيُّها المخدوعُ حتّى في السّكُوتْ

*


يا أيُّها المخدوعُ في عينٍ تَظُنُّ بِأنّها
كانتٍ سَكَنْ


يا أيُّها المخدوعُ حقَّــــكَ أنْ تُشيحَ
بوجهكَ الآنَ


وحقّــكَ أنْ تُطيحَ بقلبِكَ المهزومِ إنْ يومًا
رَكَنْ

*


اغْرُبْ بقلبِك َعَنْ سماها


و اهْرُب بلا عَوْدٍ


فإنّ هروبك الآن الشجاعة


و تكونُ أجْبَنَ من رأيتُ إذا تُفَكِّرُ في
البقاءْ

*


اهْرُبْ بحقٍ


لا سلامَ و لا كلامَ و لا لقاءْ

*****




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top