هي كالفراشةِ لا جمالاً إنّما
في أنّها
تَهْوَى هُبوطًا
لامْتِصَاصِ رحيقِ إنسانٍ وتتركهُ لآخر
*
هي لا تُريدك أنْ تدومَ و ربّما
أَيْنَعْتَ بَعْدَ رحيلِها
فَتَعُودْ
*
هي لَمْ تَكُنْ يومًا بِتـلـكَ الصُّورةِ
المُثْلَى
فأنْتَ الذي شَكّلْتَها ورسمْتَها
بِعُيونِ
قلبِكَ
ذلكَ المَحْدُودْ
*
هي لمْ تَعِدْكَ بأيّ شيءٍ إنّمَا
أنتَ الذي أَخْطَأْتَ حِينَ
قَطَعْتَ مِنْكَ عَلَيْهَا
غافِلاً
تلكَ الوعودْ
*
هي لمْ تَكُنْ ذاتَ المبادئِ والمُثُلْ
هي لَمْ تَكُنْ
أنْتَ الذي كوّنْتَها
جاوزتَ مُحْتَمِلاً لَها
كُلَّ الحُدودْ
*
يا أيُّها المخدوعُ في وجهٍ طُفوليِّ
المَلاَمِحِ
مُسْتَنِيرٍ حِينَ تَنْظُرُ
ثمّ بعدَ رحيلِ عَيْنِكَ عَنْهُ يَبْدَأُ في
الخُفوتْ
*
يا أيُّها المخدوعُ في قولٍ لها
يا أيُّها المخدوعُ حتّى في السّكُوتْ
*
يا أيُّها المخدوعُ في عينٍ تَظُنُّ بِأنّها
كانتٍ سَكَنْ
يا أيُّها المخدوعُ حقَّــــكَ أنْ تُشيحَ
بوجهكَ الآنَ
وحقّــكَ أنْ تُطيحَ بقلبِكَ المهزومِ إنْ يومًا
رَكَنْ
*
اغْرُبْ بقلبِك َعَنْ سماها
و اهْرُب بلا عَوْدٍ
فإنّ هروبك الآن الشجاعة
و تكونُ أجْبَنَ من رأيتُ إذا تُفَكِّرُ في
البقاءْ
*
اهْرُبْ بحقٍ
لا سلامَ و لا كلامَ و لا لقاءْ
*****