المخدوعون في ضوء المصباح

المخدوعون في ضوء المصباح… توهموا أنه الشمس!

المخدوعون في ضوء المصباح هناك من أوهمهم أنه الشمس.
في زوايا الحياة يقف الكثيرون مبهورين أمام ضوء المصباح، يظنونه شمسًا كاملة.. ليسوا سُذّجًا، ولكن الضوء يخدع حين يكون الظلام حالكًا.
وما أكثر من باعوا «مصابيحهم» على أنها شموس، وما أكثر من اشتروها، لا لأنهم آمنوا بها، بل لأنهم احتاجوا إلى دفء يُشبه الشمس، ولو كان زائفًا.
ضوء المصباح محدود، ومصنوع، ومشروط بالكهرباء والمصنع والمفتاح.. صنيعة الكائن البشري المحدود.
أما الشمس، فحاضرة بغير إذن البشر، تشرق دون قيد، وتنير بغير حد، وتمنح الطاقة دون انقطاع.. ومع ذلك، فإن الفرق بين المصباح والشمس، لا يُدركه إلا من يُغادر الغرفة فقط.
هكذا هي الحقيقة والوهم. قد يُقدّم لك «الرأي» على أنه «الحقيقة»، رغم أنه مجرد مصباح قد ينير جزءًا؛ ولكنه ليس الشمس.. ولن يكون!
من لم يتعلم أن يسأل، وأن يخرج من الغرفة ليقابل النهار الحقيقي، سيبقى أسير المصابيح الزائفة.. بل وقد يقاتل من أجلها.
والسؤال الحقيقي؛ هل يكشف المصباح الوجوه على حقيقتها؟ أم يُلقي ظلالًا جديدة من الغموض عليها؟ وهل وجوهنا في وضح النهار هي هي كما هي في ضوء المصباح المصنّع؟
هل المكوث في غرفة معتمة أو مضاءة باصطناع يمكننا من عيش حياةٍ حقيقية؟ أم لا مفر من مغادرة الغرفة ولو كان الضوء يملأ جنباتها؟
وما أراه أن الخروج من الغرفة واجب، ولكنه في الوقت نفسه ليس راحة، بل رعبٌ في أوله.
العيون التي تعوّدت على ضوء المصباح، تُؤلمها شمس الحقيقة في بداياتها.
والعقول المتقوقعة ترتجف أمام الصدق حين يكون عاريًا، بلا زخارف.
إن الذين يخرجون من الغرف لا يخرجون دائمًا ليكونوا أبطالًا… بل كثيرًا ما يخرجون متّهمين، ومنبوذين، لأنهم تجرأوا على السؤال.
ومن المضحك المُبكي: أن بعض المصابيح أصبحت تُصنَّع لتُشبه الشمس في لونها ووهجها، وتُعلّق في السقوف باسم «الحقيقة البديلة». لكن أيّ بديلٍ عن الحقيقة، هو زيفٌ مهما تأنّق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top